Monday, November 17, 2008

حنان

كانت زميلتى فى اولى ثانوى كانت قاعده فى الصف الاول جوه جنب الحيطه وتحت الشباك هدومها ملخبطه وأوسع من حجمها 10نمر وطرحتها يرقض تحتها 10كيلو كنافة متشابكه لم يهوى بها المشط من عشرات السنين، الناس بتبصلها على انها شئ منبوذ وغريب وانا ببصلها على انها شئ جواه شئ أغرب من الى ظاهر فيه سبب لده ومنذ بادية الدراسه وانا اراقب ردود افعالها وردود الفعال الزملاء والمدرسين. الزملاء يتجنبوها والمدرسين يتعاملون معها على انها غلبانه ومختله وهينجحوها لوجه الله ويقعهدوها لما يسألوها وكل وجوههم امتعاض منها. وانا اراقب واتمزق اريد أن اسألها ما بك وسأحاول ان اساعدك ولا اريد أن احرجها او اضايقها، أريد أن احتضنها وأن اعطيها حنانا قد يكون هرب منها ولكن لاأجرؤ على جرحها واشعارها بأنها ينقصها شئ. ومر العام الدراسى وعلمت أن أمها متوفيه وانها تعيش مع زوجة ابيها وانتهى العام الدراسى وانتقلت لمدرسه أخرى ولم أرها ولكن مازالت صورتها تعلق فى ذاكرتى ووجدانى وهناك عدد من علامات الاستفهام وعدد من الحلول لإفتراضات. وتخرجنا وذهب كل منا الى جامعته ودخلت حنان معهد الخدمة الاجتماعية ودخلت انا كلية التجارة.
وعملت بمكتب محاسب قانونى فى الابراهيميه وفى احد الايام بعد مواعيد العمل وانا فى طريقى للخروج من الشارع وعلى ناصيته رأيت حنان وتسمرت مكانى فقدت وزنها وتبحث فى القمامة عن اكل (ياإلهى ياربى اعمل اية) فاذا رأتنى أحرجتها واذا لم افعل شيئا فقد احتضنى عجزى وكنت فى هذا الوقت قوية الطاقة والتحمل والعزيمة فذهبت للرجل الذى يصلح اطار السيارات وكان يحترمنى ويقدرنى جدااااا وطلبت منه ان يراعيها دون ان تأخذ بالها منى او ترانى لاننا زملاء وقلت له بأنها انسانه محترمه ومتعلمه ووعدنى الرجل وكله زهول مما قد يفعل الانسان بأخوه الانسان ومر عدد من الايام وفى طريق خروجى من المكتب رأيت حنان وجها لوجه فسلمت عليها وسألتها ان كانت تتذكرنى فقالت نعم مش انتى الى كنتى قاعده جنب فيفيان (زميلتنا فى الدراسه) واسمك ساجى انا عارفاكى ازيك - دخلتى اية؟ وبتشتغلى فين؟ و..........وانهالت عليه بالأسئله وكأنها تدفع اى سؤال منى لها فجاوبتها بكل احترام وقلتلها انت احلويتى وخسيتى كده احسن ولو عوزتى حاجة انا شغاله فى المكتب ده تعاليلى قالتلى حاضر. ولا استطيع ان اصف كيف كان قلبى يدمع لها واقف عاجزة لا اجرؤ على جرحها مطلقا لعلمى بأنها تعى وتفهم كل شئ ومنتهى الذكاء ولكن تبقى الاشياء التى لانقوى عليها. ومرت الايام ورحلت للقاهره حبيبتى هذه البلاد رغم الجهاد فيها وفى احد اجازاتى الكئيبه بعد فصلى من عملى وفى الترام (كما نقول بالاسكندرية) رأيت حنان وكنت ارتدى نظارة الشمس فسألت نفسى هل تعرفنى ودار نفس الجوار بداخلى ورأيت جميع من فى الترام ينظرون لها نفس نظرات المدرسين والزملاء فقررت هذه المره التوجه ناحيتها وسلمت عليها وقلت لها هل تتذكرينى فقالت نعن مش انتى فلانه الى دخلتى كلية كذا وبتشتغلى عند المكتب الفلانى.....الخ فقلت نعم وسألتها عن احوالها وقلتلها عامله اية مع بابا ومراة بابا محاولة ان اعطيها فرصه للحوار ولكنها رفضت وقالتلى انا عايشة مع ماما وبابا قلتلها طيب ممكن اخذ رقم تليفونك واديكي رقم تليفونى ولو عوزتى اى حاجة تكلمينى قالتلى حاضر وهى تلهث الخوف وتتجرع الألام وكل عينيها خوف والم -ياربى- لم اقل لكم ان حنان مازال وجهها برئ وكأنها ابنه السبعة عشر عاما ولكنها خادمة المنزل المضروبة المهانه التى دمرت نفسيتها وقضى عليها لتكون هكذا فقد تهالكت نفسيتها - يارب يرعاكى يا حنان - يارب حنان

10 comments:

عين فى الجنة said...

هو موش حسن الامام مات من زمان؟

Unknown said...

ساجي
صدقيني قصة حنان محزنة اوي بس عايزه شوية سيناريو - يعني انتي قلتيلها ازي بابا ومرات بابا هل هي قالتلك لما شافتك المره الاولي ان بابا متجوز واحده ثانيه بعدين حنان متعلمه ماحاولتيش ليه انك تشوفيلها وظيفه احسن من وظيفة شغاله علي كل حال القصه مؤثره جدا حاولي الكتابه الله يوفقك مش بطال البدايه في كتابة القصص عايزه شوية تمارين وكتابه مستمره- حسين السيد

SaGy said...

راجى مش فاهمه قصدك اية بإن حسن الامام مات؟؟؟؟

أما يا أستاذ/ منحوس ديه حقيقة مش قصه مألفاها وميرسي يا فندم لتعليقك

Empress appy said...

دايما بقول فيه ناس فقراء بس
عندهم عزة نفس اوى وكرامه
ربنا يقدرك وتعرفى تساعديها يا رب

Alkomi said...

على فكرة انا لو مكانك مش هقدر اعمل اي حاجة

و مش بقول كدة بافتراض اللي هيحصل لان حصل معايا مواقف مشابهة

بس حالتهم اتطورت اكتر من حنان

عموما

نسئل الله انه يهب الارض الحنان
طالما اكتنفه بعض سكان الارض

فليهبه لنا والا فاننا مهلك بعضنا بعضا

قوس قزح said...

ساجى القصة محزنة جدا
و يارب ما نشوف حد فى الموقف اللى هى فيه ده
و فى ناس كتير حالها بيوصل فعلا لكده

زوجة موظف على درجة وكيل وزارة تقسم ان فى ايام بتعدى عليها ميكونش فى بيتها حاجة تعشى بها اولادها


الحال كل مادا بيزيد :(

мαησηα said...

لا حول ولا قوة الا بالله .. ساجى بجد القصة مؤلمة بكل مافيها من تفاصيل .. ربنا يقدرك وتساعديها حبيبتى ..بس مش عارفة ليه حاسة انها عايزة شوية ارادة منها .. حاجة جواها تخليها ترفض كل الذل والاهانة دى .. يعنى مش شرط علشان هى فقيرة تبقى مبهدلة فى نفسها .. صدقينى هى عايزة تفهم بس ان البنى ادم مش بغناه انتى تقدرى تخلى الناس تحترمك مهما كان فقرك .. يمكن اكون قاسية بس حكايتها مخلية جوايا صرخة بتقول لأ انا لازم اتغير ليه بيبصولى كده انا مش اقل من حد .. حاولى تفهميها ده وبكده تبقى بجد ساعدتيها وبجد عملتى انسانة كويسة .. وربنا يقدرك ياحبيبتى

SaGy said...

لا هيه بقت مريضة نفسية وعايشة وبس
متعرفش الى احنا والى بتقوليه ده خالص - مش عارفة قادرة اوصلك ولا لأ - وتخيلى انها كمان كتووومه - حته طريقة كلامها كلها خوف ورعب من الايام والمجهول

dodda said...

ربنا يتولانا كلنا برحمته


الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

نعكشة said...

أنا قاعدة مترقبة انك تقولي ساعدتيها
أو حصل شيء

عارفة إنك خايفة تجرحيها

بس مش يمكن محتاجة حد ياخد بإيدها و كسوفة غنك تقول لحد كدة

مش عارف

خير خير
فيه من حنان كتير في البلد

ربنا يعينهم
و يعينا

سلام عليكِ